نساء متعطشات لغيرة الزوج وأخريات يكتوين بنارها

الرئيسية > المركز الاعلامي > الأخبار > نساء متعطشات لغيرة الزوج وأخريات يكتوين بنارها
Printer Friendly, PDF & Email
image

يؤكد خبراء ضرورة أن لا تربط المرأة الغيرة بالحب الذي يكنه لها الزوج
في ما مضى غنت وردة الجزائرية "جرّب نار الغيرة"، إلا أن كثيرا من النساء لم يجربن هذه النار، ولا يدركن ماهيتها، ولا يسمعن عن غيرة الرجل، ويعتبرنها مقياساً لمدى الحب والتعلق.
الغيرة التي هي غريزة، مثلها مثل صفات أخرى كالإحساس بالحب والعاطفة، ما تزال مثار جدل بين الأزواج، خصوصا إذا تجاوزت حدودها إلى درجة الشك بالطرف الآخر، وقد تكون بالنسبة لبعض السيدات ثقيلة وإن كانت ضمن حدودها الطبيعية، وقد تتحول إلى مطلب حقيقي من قبل أخريات باعتبارها تعبيرا غير مباشر عن الحب الكبير.
الثلاثينية أم يزن تتعرض إلى الحسد من بعض النسوة، على الثقة المتبادلة بينها وبين زوجها، وما أن تجلس مع ذاتها بعض الوقت، حتى تجهش بالبكاء، موضحة "لأنني أشعر أن زوجي، لا يكن لي الحب، لذا فهو لا يغار عليّ كما أريد".
"من الجميل أن يشعرنا من نحبه، بأنه يغار علينا" تقول أم يزن التي تبين "لكن قد تصبح الغيرة مدمّرة، إذا لم نتعقل، وتركنا لها المجال أن تشتعل بداخلنا، كما أن غيابها له نفس الأثر على الشريكين، خصوصا إذا كان بينهما عِشرة يصعب معها الانفصال".
وتعيش أم يزن على أمل أن يتبدل حال زوجها، وأن تملأ الغيرة قلبه، مؤكدة أنها تحاول بشكل أو بآخر إثارتها لديه، لإيمانها أن الغيرة دليل على الحب.
وفي الوقت ذاته، لا تعتبر أم يزن نفسها محظوظة، كما ترى صديقاتها، اللواتي تخبرهن دوما أن زوجها لا يتدخل لا في طريقة لبسها، أو حتى في علاقاتها مع زملائها بالعمل، أو حتى اتصالاتها، منوهة "هذا بات مصدر قلقي ويسبب لي ألما داخليا".
ولا تختلف ياسمين عبداللطيف (28 عاما) كثيرا عن أم يزن، فزوجها أيضا لا يغارعليها كما تريد، فهو لا يهتم كثيرا لمعاكسات تحدث معها بالعمل وترويها له، وهو يثق بها بشكل كبير، ما يجعلها تشكك في الحب الذي يكنّه لها.
عبد اللطيف التي تعمل محاسبة في إحدى المؤسسات الخاصة، تلفت إلى أن المعاكسات من وجهة نظر زوجها أمر طبيعي لأنها جميلة، ما يضعها في حيرة من أمرها، متساءلة؛ هل حقيقة يحبني ويثق بي؟ أم أنه لا يغار علي لأنني لا أعنيه؟".
وبالرغم من أن عبداللطيف لم تصل إلى الإجابة بعد، إلا أنها تحاول دوما إشعار زوجها بالغيرة، لكنها تفشل، وتحاول أن تجعل زوجها يفهم حبها للغيرة، موضحة "فهو يخبرني أن المجتمع الذي نشأ فيه بالولايات المتحدة، يحثه على عدم التدخل في حريتها، وأن الغيرة لها مواقف واضحة".
وبين الحين والآخر، تحاول عبد اللطيف، إقناع نفسها بأن الأمر يتعلق باختلاف البيئتين، وبأنه قد يغار عليها ببعض المواقف الجدية، معتبرة أن معاكسات الآخرين لها أيضا بحاجة إلى موقف من قبل زوجها.
أخصائية العلاقات الزوجية د. نجوى عارف ترى أن الوضع الطبيعي يحتم أن تكون "الغيرة زائدة عند الرجل الشرقي، لأنها مرتبطة بمفهوم الشرف والنمط الاجتماعي السائد"، ما يجعل ظاهرة وجود رجال "لا يغارون" قليلة نسبيا.
ولأن الظاهرة قليلة نسبيا، فإن ذلك يعني، وفق عارف، أن الأمر يرتبط بطريقة التنشئة والبيئة التي تربى فيها الفرد.
موظف المبيعات في إحدى الشركات الثلاثيني فادي، يرى أن الغيرة تختلف من شخص لآخر، فهو يعرف متى يغار على زوجته ومتى لا يغار، فمن الطبيعي بالنسبة إليه ألا يتدخل بخروج زوجته مع صديقاتها، إلا أنه لن يقبل مشاهدة رجل يعاكس زوجته ويظل صامتا حيال الموقف.
وعدم غيرة الأزواج على زوجاتهم، من وجهة نظره، قد تجعل الزوجة غير واثقة من نفسها، وتشعرها بالنقص، وبقلة الاهتمام بها، ما يجعل العلاقة متوترة على الدوام.
 اختصاصي علم النفس في جامعة مؤتة د.عماد الزغول الذي يرى أن الأمر طبيعي ويختلف من شخص لآخر، يؤكد أن "الغيرة شعور مرتبط بالبيئة والتنشئة، وهي طبع إنساني قد يجعل البعض من الرجال لا يغارون على زوجاتهم".
ويدعو المرأة أن لا تربط الغيرة بالحب الذي يكنّه الزوج، فقد يكون بالأساس له محددات ترتبط بمفهوم الغيرة، فلا يغار مثلا، إلا بمواقف محددة، منوها إلى أن الزوج يعطي الثقة الكاملة لزوجته، لأنه يعلم تربيتها وتنشئتها.
والمرأة التي تشعر أن زوجها لا يغار عليها، وفق الزغول، يجب أن تتفهم سبب ذلك الأمر، فإذا كان ذلك طبع في زوجها، عليها العمل على تغييره بالحوار والنقاش معه، وإذا كان الزوج حريصا، فإنه سيقدر مشاعر زوجته، ويحترمها ويغيّر من طريقة تعامله.
وتدعو عارف المرأة إلى الحفاظ على زوجها الذي يمنحها الثقة في كافة أمور حياتها، لأنه بالفعل قد يكون يستخدم عقله أكثر من عاطفته حيال مفهوم الغيرة ويعرف متى يستخدمها.