
عندما التحقت لينا لأول مرة في حصة البلاتس ، شعرت بان جسمها يحتاج في هذه المرحلة العمرية الى هذه التمارين ، حيث كلما تقدمت المرأة بالعمر تحتاج لتقوية عضلات جسمها دون ان تؤذيها بالتمارين الصاخبة والتي تناسب الفتيات الصغيرات.
عندها قررت لينا الحلاق عندما سافرت الى كندا أن تلتحق بدورات البيلاتس وأن تكون مدربة معتمدة لاعطاء تمارين البيلاتس للسيدات والرجال في المراحل العمرية المتقدمة نوعا ما ، وبدأت في عمان باعطاء تمارين ( ستوت بيلاتس) وهي رياضة أخذت بالانتشار بسرعه هائلة بين أوساط السيدات اللواتي تجاوزن الخامسة والاربعين نظرا لاهميتها وفوائدها المتعددة كما سنتعرف عنها من خلال هذا التقرير.
تساعد تمارين البيلاتس على تطوير القوة والمرونة والتحمل من دون احداث أضرار في المفاصل ، كما تقدم أفضل نتيجة لتمارين الأوعية الدموية والتدريب الرياضي وإعادة التأهيل ، حيث تجعلك تبدو صحيحاً بدنياً وأكثر حيوية وقدرة على الحركة بسهولة ، وتعتبر تمارين بلاتس تمارين رشاقة يمكن أن تمارس على مدى الحياة.
ويبدو ان مزايا البيلاتس لا تحصى بوصف ما تقول المدربة المعتمدة لينا الحلاق ، والتي نراها متحمسة جدا لهذه الرياضة ، فتقول ان البيلاتس تساعد على تخفيف الأوجاع والآلام ، واعتدال المزاج وتحسين التوازن والتنسيق ، وزيادة القوة الأساسية والقدرة على الحركة الجسدية ، وموازنة القوة مع المرونة كما انه يمكن إضافة هذه الرياضة لبرنامج الإنسان في أي عمر بجانب أنواع أخرى من الرياضة ، وهناك مستويات للتمارين وهي المستوى الخفيف للمبتدئين أو لأولئك الذين يرغبون في التدرب بخطى بطيئة ، والمستوى المتوسط وهو برنامج أكثر تقدماً ، والمستوى القوي وهو أكثر حيوية وتكثيفاً للرياضيين ذوي الخبرة ، وهناك أيضاً الجلسات الخاصة ويكون التركيز فيها على الحاجات الخاصة من خلال برنامج خاص.
وتؤكد لينا بأن المرأة التي تمارس البيلاتس بانتظام أي بمعدل 3 - 4 مرات اسبوعيا لمدة ساعة ، فستلحظ نتائجها السريعة ، فبمجرد الانتهاء من أدائها ، يشعر المتدرب بالهدوء والسكينة ، فهي تقوي العضلات الداخلية للجسم فتجعله مشدوداً ، وكأنما لعب تمارين للجسم ، ومن المفترض أن تكون هذه الرياضة موجودة في حياتنا منذ زمن لاحتياجنا إليها ، فهي تصحح القوام وتعلمنا كيف نستفيد من الأكسجين بأسلوب صحي ، مما يساعد في سهولة أداء الجسم لمهامه.
ورياضة البلاتس تقوي العضلات الطويلة في الجسم سواء في البطن أو الظهر ، ويشعر المتدرب بعد أداء التمارين أن طريقة جلوسه أصبحت صحيحة بأسلوب تلقائي ، كما يلاحظ أن التحكم في الحركات بات أسهل وكذلك طريقة التنفس. وهي تصحح من شكل الجسم فيبدو مشدوداً سواء أثناء الوقوف أو الجلوس ، كما أن هذه الوضعية السليمة تزيد من الطول خمسة سنتيمترات ، بالإضافة إلى أنها تحسن المزاج وتزيل التوتر والضغط وتكشف للإنسان الحركات التي يمارسها بطريقة خاطئة ، وتسبب تشويه الجسم أو تحدث ضرراً في العضلات.
ويعود اسم البيلاتس إلى مبتكر هذه الرياضة وهو جوزف بيلاتس الذي ابتكرها في أوائل القرن الماضي. تركز آلية البيلاتس على العضلات الرئيسية في الجسم ، مثل عضلات البطن والظهر ، التي تساند أكثر من منطقة في الجسم. وتستخدم هذه التمرينات وزن الجسم الخاص للمقاومة ، وتعمل التمارين على تدريب الجسم على الامتداد أكبر قدر ممكن ، الأمر الذي يعطي الجسم مظهرا متوازنا ، من دون أن يكون مظهر الجسم عضليا والتي يسببها عادة حمل الازوان الحديدية. وقد غذت البيلاتس اليوم الأوسع انتشارا في العالم بحسب ما تشير المدربة لينا ، بسبب نجاحها في تخليص الناس من مرض العصر وهو التوتر.
ويشتمل التمرين على سلسلة من حركات التحكم العضلي إما على بساط التمرين التقليدي ، أو على آلات بيلاتس ، التي صمّمت بطريقة تتحدى خلالها حركات الجسم.
وبما ان البيلاتنس من شأنها ان تصقل العضلات وشدها ، فستلاحظ المرأة بعد ثلاث أشهر فقط من اداء التمارين الخاصة بالبيلاتس بأن شكل جسمها أصبح قويا ومتميزا و منحوتا.
وتشدد لينا على أهمية التنفس في رياضة البيلاتس ، فان كان التنفس خاطئا أثناء اداء التمارين فكأن الشخص لم يستفد أي استفادة من اهدافها ، ولكي يقوم الدم بوظيفته بشكل جيد ، يجب أن تشحن بكمية من الأكسجين من خلال التنفس العميق والصحيح ، لذلك يجب على من يقوم بهذه التمارين أن يستنشق الهواء بعمق من الأنف ويقوم بالزفير من خلال الفم. ويجب على المرء أن يتنفس بانسجام مع الحركات التي يقوم بها. لذلك فإن البيلاتس يقوم على التركيز القوي على عمق التنفس. اذ هناك حركات محددة أثناء الاستنشاق وأخرى أثناء الزفير. هذا يعزز الوعي حول كيف يمكنك ان تدمج عمق التنفس والحركة في تحكمك في حركات جسمك ايجابياً.
وعادة ما تصاب المرأة بعد سن الخامسة والأربعين بأعراض مرض هشاشة العظام ، وتعاني من تقوس في الاكتاف ، ولهذا فان البيلاتس هو الأفضل على الاطلاق لتلك المرحلة العمرية للمرأة ، فهو يساعد على تقوية عضلات البطن العميقة وعضلات الظهر كما يعمل البيلاتس على إطالة العمود الفقري لتخفيف الضغط عليه ، كما يخفف من التوتر الذي قد يصيب من يجلس لساعات طويلة أمام جهاز الحاسوب.
وستشعر المرأة بالفرق الواضح حين كانت تعاني من أكتاف منحنية الى الأمام أو تقوس في الظهر. ويطيل البيلاتس العنق من الخلف ويرجع عظمتي الكتف الى الخلف ثم الى الأسفل. وهذا يساعد على ان يكون هناك توازن أفضل لقوام الجسم.