عمّان- تنسيق الزهور الصناعية عالم مستقل ومتجدد، فكثيرا ما نجد نوعية جديدة منها قريبة من الطبيعية.
وتحتل الزهور الصناعية مكانة متقدمة في عالم الإكسسوارات الداخلية للمنزل، ويقبل على شرائها الجميع.
والأساس في عملية تنسيق الزهور هو الحس الفني، وإتقان العمل من خلال ترتيب الورود، واختيار الخامات والألوان المتناسقة؛ لإنتاج عمل فني جذاب يسر الناظر، ويكمل الفراغ أو الركن الذي يوضع فيه.
وشهد فن تنسيق الزهور تطورا كبيرا في الأعوام الأخيرة، وأصبح بدوره يساير خطوط الموضة في الديكور. حيث الاتجاه نحو ابتكار أشكال جديدة للمزهريات والسلال والصناديق وغيرها، التي تمتاز بطابع عصري حديث، كما أصبحت الأشكال تميل إلى التجديد، بدلا من تلك الكلاسيكية التي ظلت سائدة مدة طويلة.
والتغيير الذي طرأ على فن تنسيق الزهور، ليس إلا مواكبة للتطور الشامل الذي شمل فن الديكور بصفة عامة، من حيث أشكال الصالونات والكراسي، أو مصادر الإضاءة التي أصبحت تتميز هي الأخرى بطابع عصري انسيابي وبسيط.
ربة المنزل ليلى أبو خلف طورت هوايتها في تنسيق الزهور إلى نماذج فنية غاية في الجمال والروعة، فشجعها الزوج والأبناء بالإضافة إلى صديقاتها اللواتي أبدين إعجابهن بالإكسسوارات الفنية التي تصنعها، وتجمّل بها زوايا وغرف منزلها.
وتعطي الأزهار، بحسب أبو خلف، جمالية خاصة في المنزل، ويمكن التحكم بها كيفما تشاء، بالإضافة إلى راحة النفس التي تتحقق من خلال العمل بها أو النظر إليها، وإعجاب الآخرين بها.
وبدأت فكرة تنسيق الزهور لدى أبو خلف عندما قامت بتأثيث منزلها، وأرادت تجميله وإضفاء لمسة خاصة عليه من صنع يديها، فاتجهت نحو هذا الفن، كما أن حبها لإهداء ابنتها يوم زفافها باقة زهور منسقة صنعتها أناملها لتبقى للذكرى مدى الحياة، هو ما جذّر حب هذا الفن بداخلها.
وتفضل أبو خلف الزهور الصناعية على الطبيعية، بالرغم من جمالها، وترجع ذلك إلى كون الطبيعية تذبل بسرعة، أما الصناعية فتناسب جميع الديكورات وتدوم طويلا، ويمكن التجديد عليها من حين لآخر. بالإضافة إلى أنها سهلة التنظيف، وتتطور باستخدام وإدخال الخامات الجديدة.
كما وتستغل أبو خلف الأزهار الطبيعية بتجفيفها ورشها بالأسبري لتدوم طويلا.
وعن آلية عمل تنسيق الزهور تضيف أبو خلف أقوم بتجريد الزهور الصناعية التي أشتريها من السوق، وأبتكر أشكالا جديدة من خلالها، وأضيف عليها خامات جديدة من خرز وأسلاك وعيدان وغيرها، ليخرج العمل الفني بشكل متناسق جذاب.
فمثلا تحول أبو خلف التيبل لامب إلى شمعدان، وتغيّر من ألوانه وتنسقه بطريقة جديدة تدخل فيه الزهور الصناعية.
أما الخامات التي تستخدمها في عملية تنسيق الزهور فهي الزجاج، والقش، والبلاستيك، والقماش بأنواعه مثل (الحرير، الستان، الشيفون، الشبك الملون، الخيش)، إلى جانب جذوع النخيل، والعجائن من فخار وصلصال، والقصدير والنحاس وبقايا الفواكه المجففة مثل (البطيخ، القرع)، الشبر، التل، الخرز، العيدان المجففة، الشالات، الحبوب، البذور، وبقايا قشور المكسرات (الفستق، اللوز).
المهم في تنسيق الزهور عملية الإتقان في التنفيذ، التي تتحقق من خلال الخبرة الواسعة المكتسبة من كثرة العمل، والتي تمنح خيالا ونظرة جديدة لتطوير المهارة.
وتستفيد أبو خلف من خامات المنزل التي لا تحتاجها، بأخذ بعض الإكسسوارات الجميلة منها التي تجد مكانا مناسبا لها في عملها الفني الجديد، فهناك قطع تأخذها وتلونها، وهناك مواد تبقيها بلونها الطبيعي مثل بعض القطع الخشبية.
وتوزيع تنسيقات الزهور في المنزل تختلف من غرفة لأخرى، ومن زاوية لأخرى، وتشير أبو خلف إلى أهمية اختيار المكان والركن الذي يوضع فيه الإكسسوار؛ بحيث يتناغم مع ألوان المفروشات. وتذهب إلى أن الحمام تناسبه الزهور ذات الحجم الصغير، والمطبخ تجمله تنسيقات من الفواكه المجففة المزينة بالزهور، وغرف النوم تناسبها تنسيقات الزهور ذات الألوان الهادئة.
أما الأدوات التي تستخدمها في تنسيقات الزهور فهي فرد السيلكون، الكاوي، الغراء، الدهان، اللكر، الترتر، الخرز، الأسلاك الحديدية أو النحاسية أو أسلاك الغسيل، بالإضافة إلى كرات الجل الملونة التي تحتاجها في تنسيقات الزهور المائية.
إلى جانب الشمع الذي تذيبه وتشكله كما تريد، واستعمال المعجونة للتثبيت.
وتفضل أبو خلف التجديد في العمل الفني من حين لآخر، كما أن نقل القطعة من مكان لآخر أو إضافة شيء له يشعرنا بالتغيير.
وتنفيذ تنسيق زهور صناعية لا يستغرق الوقت الكثير من ربة المنزل، وتستطيع القيام بعملها أثناء تواجدها مع أفراد أسرتها، ويشعرها ذلك بأن العمل جميل وممتع.
كما وتقوم أبو خلف بتجفيف الأزهار الطبيعية وتحويلها إلى صناعية، فتبدأ بتجفيفها ثم رشها بالأسبري، أو وضع الغراء عليها وتلوينها مثل باقات الورد الطبيعي الجاهزة أو المسكات.
وتواكب أبو خلف التطور في عملية تنسيق الزهور الصناعية من خلال متابعتها للمجلات والمحلات الخاصة ببيع الإكسسوارات المنزلية والتلفاز، وتدخل الخامات الجديدة في أعمالها الفنية.
وانسجام الألوان في التنسيقات أمر مهم، بحيث تتناغم الزهور والخامات المستخدمة مع بعضها؛ إذ إنها تغير في لون الزهور الصناعية التي تشتريها وتحدثها بألوان جديدة، وتعتقها باللون المناسب لتنسيقة الزهور التي تصنعها.
وتمتلك أبو خلف هوايات أخرى تزين بها منزلها مثل؛ عمل الشالات التي تحولها إلى مفارش للطاولات بتداخلها مع بعضها بأشكال جذابة، أو تستخدمها كمكمل لتنسيقات الزهور الصناعية.
المعرض الذي أقامته في منزلها شرعت به عندما نالت أعمالها إعجاب أقاربها وجيرانها وصديقاتها، وأقبلن على شراء البعض منها، وتنوي تطوير هذا المعرض من خلال افتتاح محل تعرض فيه أعمالها، كما أنها تطمح للمشاركة في معارض لتنسيق الزهور الصناعية إذا أتيحت لها الفرصة.
الموف والأحمر والبرتقالي من أجمل الألوان التي تفضلها أبو خلف، وتتعامل مع الألوان بحسها الفني وذوقها الرفيع الذي يتلاءم مع الموضة السائدة، كما يحكمها المكان الذي تريد تزيينه، فلكل مكان لون خاص، كما أن للمناسبات تنسيقات مختلفة.
وتستخدم الزهور المعطرة المجففة في أعمالها الفنية، وأحيانا تدخل البخور في تنسيقاتها لنشر الرائحة الزكية في المنزل، بالإضافة إلى الإضاءة التي تضفيها على العمل الفني لتزيده رونقا وجمالا.
المحافظة على نظافة الزهور الصناعية مسألة مهمة جدا بالنسبة لأبو خلف؛ فهي تنظفها باستمرار وبانتظام باستخدام النفاضة أو السشوار، للحفاظ عليها جديدة.
وتنصح أبو خلف ربات البيوت بتطبيق هذه الصنعة أو أي حرفة يرغبن بها، وأن يتقنها لتجميل منازلهن، فمن خلال الممارسة وتطوير النفس تستطيع صنع الإكسسوارات المنزلية كما تريد وتفضل.
وتدعو كذلك إلى عدم تكديس تنسيقات الزهور في كل زوايا المنزل، فالمبالغة ونثر الباقات الكبيرة الحجم في المساحات الضيقة يفقدانها قيمتها، ومن الأفضل وضع التنسيقة في مكان بارز ومناسب، لتجميله وتحقيق الغاية من وجود هذه التنسيقة.
وتترك أبو خلف الحكم على أعمالها الصناعية الفنية وقيمها الجمالية للناظر إليها.
(تصوير أسامة الرفاعي)








5118, Amman 11183, Jordan