أطلقت اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة والفريق الوطني لحماية الأسرة من العنف وشبكة مناهضة العنف ضد المرأة شمعة وبدعم من منظومة الأمم المتحدة ومؤسسة بلان انترناشونال البرنامج الأوروبي الإقليمي للحماية والتنمية، الحملة الدولية السنوية لمناهضة العنف المبني على أساس الجنس لعام 2022 حيث تم إختيار مناهضة العنف الأسري كعنوان أساسي للحملة لهذا العام تحت شعار" وطنا بتقدم وبكبر... وأسرنا بدون العنف بتعمر" حيث تهدف الحملة لهذا العام إلى مجابهة العنف المبني على أساس الجنس وخاصة العنف الأسري ضد النساء والفتيات وإيجاد حلول استباقية تمنع من تطور العنف ليصل إلى جرائم قتل.
الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة معالي المهندسة مها على أشارت إلى أن حملة 16 يوم تعد انطلاق لتحرك فعلي نحو مجابهة التمييز والعنف ضد المرأة في قضية معينة يتم اختيارها والعمل عليها بناءً على القضايا الأكثر الحاحاً فيما يختص بحقوق النساء في الأردن وتمكينهن في جميع المجالات كما يستمر العمل على الموضوع الذي تم اختياره لمدة عام كامل بشكل مكثف ومستمر، سعياً لتعزيز حقوق النساء والفتيات في الأردن وتمكينهن وانهاء أي تمييز أو عنف ضدهن.
وأكدت العلي انه وبالرغم من اختيار قضية العنف الأسري للعمل عليها خلال الحملة لهذا العام الإ أن اللجنة ستستمر بالعمل على جميع ملفات وقضايا العنف ضد النساء مثل العنف الإقتصادي والسياسي والاجتماعي وأية مواضيع تميزية قد تواجهها النساء، حيث أن قضية العنف ضد المرأة بجميع أشكاله ومسبباتة أخذت حيزاً واسعاً في الاستراتيجية الوطنية للمرأة في الأردن للأعوام 2020-2025، واتت كابرز الالولويات للعمل عليها على مستوى المملكة وعلى مستوى المحافظات
وأكدت العلي أن حملة هذا العام تتميز بانها استمراراً للحملة التي تم اطلاقها عام 2020 والتي تناولت موضوع العنف الأسري في ظل تزايد عدد حالات العنف الأسري، ونعيد اليوم التأكيد من خلال مشاركة الفريق الوطني لحماية الأسرة من العنف على رسالة موحدة مفادها أن منظومة الحماية في الأردن سواءً الحكومية أو الأهلية قادرة على حماية ضحايا العنف الأسري من خلال الإجراءات المتخذة والخدمات المتوفرة، والخدمات التي يتم تقديمها لحماية الأسرة مثل خدمات المساعدة القانونية أو النفسية أو الاجتماعية أو الحماية للنساء والأطفال المعرضين للخطر
من ناحيته أكد نائب رئيس الفريق الوطني لحماية الأسرة من العنف الدكتور إبراهيم عقل على أن تنفيذ هذه الحملة بالشراكة مع الفريق الوطني لحماية الأسرة من العنف والذي يعمل منذ 20 عام هو ترسيخ للنهج التشاركي بين جميع المؤسسات لحماية المرأة والأسرة والطفل ضمن نهج شمولي، حيث إن قضايا العنف متعددة الجذور والأسباب لذا لا بد من توحيد الجهود بين جميع القطاعات والشركاء للحد والتصدي لهذه الظاهرة في مجتمعنا ووضع رؤية مستقبلية للحد من العنف ضد النساء والفتيات، وتأمين الحماية للفئات الأكثر هشاشة في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها بشكل عام.
من جانبه أشار مدير إدارة حماية الأسرة العميد بلال العواملة إلى أهمية وجود بيئة أسرية أمنة وأن إدارة حماية الأسرة معنية بالشراكة مع جميع شركائها بالحفاظ على كينونة الأسرة، وان إلإدارة أستت فرق على مستوى الأقاليم للعمل على مواضيع الحماية والوقاية والتوعية لجميع شرائح المجتمع باهمية إنهاء العنف الأسري، بالاضافة إلى تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية مع الجهات المعنية.
السيدة إنشراح أحمد، المنسق المقيم للأمم المتحدة بالإنابة في الأردن أشادت بالتزم الأردن التزاما جادا في مجابهة العنف ضد المرأة وتعزيز آليات الاستجابة لحماية المرأة من العنف. فمن الجدير بالذكر أن مجلس الوزراء صادق في أيلول 2021 على الخطة التنفيذية لمصفوفة الأولويات الوطنية لتعزيز منظومة الحماية من العنف المبني على النوع الاجتماعي والعنف الأسري وحماية الطفل للاعوام (2021 - 2023) والتي تم إعدادها لتشمل المجالات التالية: الخدمات الاجتماعية، والخدمات الأمنية والعدلية، والخدمات الصحية، والتنسيق والشراكة، والوقاية.
الاستاذة حميدة جهامه المديرة القطرية لمؤسسة بلان انترناشونال أكدت على تعدد وتنوع أشكال ومفاهيم العنف وأثره السلبي ف تدمير المجتمعات، وأن النساء الناجيات من العنف يعانين من عواقب سلبية طويلة الأمد تؤثر على صحتهن الجسدية والنفسية، وانه غالباً ما يتم القاء اللوم على الناجيات من العنف ويتم نبذهن من قبل أسرهن ومجتمعاتهن، مما يوكد على أهمية التوعية للمجتمعات المحلية على أهمية نبذ العنف وتكاثف جهود الجميع مؤسسات رسمية وأهلية نحو إعادة إدماج النساء والفتيات الناجيات من العنف بشكل سليم في أسرهن وضمن مجتمعاتهن وضمان خلو حياتهن من أي نوع من أنواع العنف.
وضمن عرض لأبرز فعاليات حملة ال16 يوم لعام 2022 أشارت شؤون المرأة إلى أنة سيستخدم في الحملة مجموعة من المواد التوعوية الموجهة لكافة الفئات المجتمعية، مثل عقد جلسات توعوية في مختلف محافظات المملكة تتطرق إلى موضوع العنف الأسري من الجوانب الاجتماعية والنفسية والدينية بالاضافة، كما أنه تم انتاج فيديوهات توعوية، سيتم بثها خلال فترة الحملة عبر القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي بإلاضافة إلى انتاج مواد إعلانية وإعلامية ضمن خطة متكاملة على مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى الفئات المستهدفة بشكل أكبر.
وستنفذ اللجنة وشبكة شمعة بالتعاون مع الجهات الشريكة والداعمة 550 نشاط في جميع محافظات المملكة سيتم تغطيتها من خلال خطة إعلانية إعلامية متكاملة على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للجنة والجهات الشريكة وعبر مقابلات إذاعية وتلفزيونية على مختلف محطات البث المرئي والمسموع.
ويذكر إن حملة ال 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي هي حملة عالمية تعقد كل سنة من 25 تشرين الثاني (اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة) ولغاية 10 كانون الأول (اليوم العالمي لحقوق الإنسان).. إن الحملة المعروفة بشكل واسع باسم "حملة 16 يوم"، تستخدم كاستراتيجية منظمة من قبل الأفراد والمنظمات حول العالم للدعوة إلى منع والقضاء على العنف ضد النساء والفتيات. نشأت الحملة في البداية من قبل المعهد العالمي للريادة النسائية في عام 1991. منذ عام 2007؛ يقوم المجتمع المدني الأردني واللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، ومنظومة الأمم المتحدة والدول المانحة بحشد القوى لإلهام التحرك الاجتماعي في المملكة وتنظيم العديد من الفعاليات في البلاد لإبراز هذه الحملة وتأييد القضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي.